تحرّك حتي يتحرك معك
العقل لا يعمل بكامل كفاءته إلا مع الحركة أو بذل المجهود الجسدي ، ولا يلبي مطلبك أو يكشف لك الأسباب إلا بعد
التأكد من أن هذا هو مطلبك ، هذا المارد العقلي الذي
بداخلك معجزة الله فيما خلق والذي سخره الله لك لكي تستخدمه
فلو كنت تفكر في حل لمشكلتك و قمت بالمشي اثناء التفكير
او أي مجهود حركي سيفهم عقلك أنك بدأت الاشارة
الحركية فيبدأ معك في تزويدك بأساليبه الجبارة ويستفيق
معك ويساعدك في جمع خيوط الأسباب و استخدام
الموارد المودعة بداخله ، وهذا ما يسمي -السعي الحقيقي بأبسط المعاني -
فلما كانت السيدة هاجر في الصحراء تسعي بحثا عن الماء
و هي تعلم أنها صحراء جرداء لا فيها زرعا و لا ماءا ، لكنها
تحركت بالمجهود الحركي ، ليتحرك العقل ويستنفر قواه
-المارد السحري - بذلا للأسباب وفقط فتفجرت لها ينابيع الماء
بأمر الله الذي أودع الماء باطن الأرض قبل أن يخلق
الأرض وما عليها ، فالعقل وسيلة التواصل والاستشعار
بينك وبين أعمق نقطة في الكون ، وكل مافي الكون
موجود حولك لكنك تحتاج إلي التواصل معه ليشعر بما تطلبه وتبحث عنه فيسعي إليك تلبية لطلبك . فالغاية
من تلك الكلمات هو الفهم الصحيح للسعي أي
الحركة وبذل المجهود الحركي أثناء التفكير ، و ليس التفكير
دون حركة ،فلا تنظر لجسدك نظرة ضعف من منظور قلة
حيلتك ، فجسدك لم يريك بعد ما أبعاده وقوته
و ما وُضِعتْ التحديات إلا لنكتشف عظمة الخالق
فيما اودع الجسد والعقل من قوي لكي نستخدمها
-وفي انفسكم افلا تبصرون - فاسعي فالكون كله يسعي
، ولو ببضع خطوات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق